ماذا لو لم يكن العِلم موجوداً؟

المميز

ماذا لو لم يكن العلم موجودا؟ غالباً ما نُصاب بالإحباط عندما يذكر لنا كلمة علم، فنتذكر المعلم الكريه الذي يدرس العلوم، نتذكر تلك القوانين الرياضية والرموز صعبة الفهم، نعتقد أن علينا أن نقلق من أجل أداء واجب أو الإستعداد لاختبار، نعتقد أننا سنواجه تلك المعلومات غير المفهومة التي لا نعلم ما هي، وماهي فائدتها، ولماذا كانت بهذه الطريقة.. لا تقلق فلن يحدث لك، كل ما سيحدث أننا سنقضي أوقات رائعة من المتعة بصحبة العلم. ومن أجل أن ندرك أهمية وجمال العلم لنتساءل: ماذا لو لم يكن العلم موجوداً؟

تخيّل أن يقوم المعلم أو والدك أو أي شخص يملك سلطةً عليك بسحب هاتفك الذكي، ومنعك من استخدام الحاسب الآلي، وبنقل التلفاز إلى خارج غرفتك والمنزل، ومنعك من استخدام السيارة والطائرة وأي وسيلة للمواصلات، وسحب جميع ملابسك الرائعة التي تحبّها، وجميع أطباقك التي تتناول فيها الطعام، وحمل سريرك ومكتبك الجميلين للخارج وحتى ألعابك التي تحبّها ! ماذا كنت لتفعل؟ هل كنت لتصرخ أو تبكي أو ترفض ذلك بقولك : هذا ليس عدلا؟ هل تتخيل كيف ستكون الحياة بدون هذه الأشياء؟ هل تستطيع أن تصف ذلك بكلمة؟ أليس أمراً سيئاً للغاية؟

ماذا لو أخبرتك بأن العلم بروعته وجماله هو من منحنا كل هذه الأشياء؟ هو الذي طّور حياتنا لكي تكون بهذا الجمال. هو الذي طوّر حياتنا لهذه الدرجة حتى لا نستطيع الإستغناء عنها؟ هل ما زال العلم ذلك الكئيب الذي نكرهه؟ وماذا لو أخبرتك أن كل هذا حدث بفعل شيفرة يستخدمها كل العلماء، هذه الشيفرة هي التي صنعت التيلسكوب الذي نرى من خلاله الكواكب والمجرات، هي التي صنعت الهاتف الذكي، والحاسب الآلي، والصاروخ والمركبة الفضائية الذي انتقلنا من خلالها للكون الفسيح، هذا البلاستيك الذي يكوّن جميع ألعابك، الزجاج الذي يكوّن النوافذ، السيارات، والطوب الذي يكون جميع هذه المباني، التلفاز وكل ما نشاهده، وكل مظاهر تطور حضارتنا هي بفضل العلم، وبفضل تلك الشيفرة العجيبة! ألا تشعر بالفضول عن هذه الشيفرة وكيف يمكنك استخدامها؟

هذه الشيفرة تسمى: الطريقة العلمية. يمكن لأي شخص إذا استخدمها أن يكتشف أشياء جديدة وأن يخترع أشياء جديدة كذلك، أن يكتشف آلية عمل الأشياء، وأن يسهّل حياته وحياة كل الأجيال التي ستأتي من بعدك، أن يعلم كيف تتحرك الكواكب، وممّ تتكون الذرات، وماهي طبيعة الصوت والضوء وكل أمر يشعرك بالفضول.

هؤلاء العلماء عندما يأتون لاستخدام هذه الشيفرة في أي أمر لاستكشاف شيء غير مفهوم أو حتى من أجل إختراع شيئ، يقومون بعمل ذلك على النحو التالي:

إذا وجدت ظاهرة غير مفهومة يبدأ العلماء في البداية ب(الملاحظة)، تلي هذه المرحلة (طرح الأسئلة) فيطرحون الأسئلة عن أي شيئ غير مفهوم، ويحاولون معرفة سببه وتفسيره.

وبعد أن يطرحون الأسئلة يحصلون على إجابات مفترضة متعددة يسمونها (الفرضيات). بعد ذلك (يجمعون الأدوات) التي يحتاجونها للقيام بتجارب لكي يختبروا صحة فرضياتهم.

بعد ذلك يقومون بعمل (تجربة) أو عدّة تجارب لكي يتأكدوا من صحة فرضياتهم. وبعد ذلك يصلون إلى (نتائج) بشأن ذلك، ثم يصلون إلى (إستنتاج) وبذلك تنتهي شيفرة الطريقة العملية فيعرف العالم شيئاً قد يكشف سرا غائباً، أو يكون مقدّمة لاختراع أو اكتشاف علمي ثوري.

هكذا يعمل العلم، وهذا الشيء الذي يعد في غاية الجمال هو العلم. ليس العلم المدرسة والإختبارات والمعلم. ومن ذلك يمكنك أن تكون عالماً، أن تبدأ بالسؤال عن كل شيء، وأن تستخدم هذه الشيفرة السحرية في إضافة شيء لهذا العالم. فإذا لم يكن العِلم موجوداً ألن يكون العالم سيئا ومملاً وبسيطاً؟

مقالة أولى على المدونة

هذه هي مقالتك الأولى تمامًا. انقر على رابط تحرير لتعديلها أو حذفها، أو بدء مقالة جديدة. استخدم هذه المقالة، إن شئت، لإخبار القراء عن سبب إنشاء هذه المدونة وما الذي تخطط للقيام به من خلالها. إذا كنت بحاجة إلى المساعدة، فاطلب ذلك من الأشخاص الودودين في منتديات الدعم.